تهمي وروراوة.. الابن والأب والهروب
يعرف المصريون مثلا شعبيا قديما (ما قدرش
على الأب في الشارع.. انتظر ابنه وضربه في الحارة) يستخدمه الناس
في حالات هروب شخص أو جماعة من مواجهة المسؤول الكبير أو القوي وإظهار
القوة على الضعيف.
راودني هذا المثل الشعبي القديم عند متابعتي الأزمة الجارية في الشارع الرياضي الجزائري، هذه الأيام، حول تحديد ملعب المباراة النهائية لكأس الجزائر لكرة القدم المقرر إقامتها في الثاني من ماي المقبل بين فريقي مولودية بجاية وأمل الأربعاء.. والتي تحولت إلى معركة خفية بين وزير الرياضة، محمد تهمي، تناصره اللجنة الأولمبية الجزائرية التابعة لسلطته وبين محمد روراوة، رئيس اتحاد الكرة.. وكلاهما يحاول أن ينفض عنه تهمة الفشل في استضافة الجزائر نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2017 التي أسند الاتحاد الإفريقي تنظيمها إلى دولة الغابون.. رغم أن الطرفين ليسا مسؤولين مطلقا عن الفشل ولا يتحمل كلاهما وزرها. والجميع يدرك حجم المؤامرات التي حيكت قبل اتخاذ القرار.. ولكن كليهما أحس بضعفه في مواجهة عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي في المواجهة الكبرى فاتجها معا إلى مواجهة صغرى محلية ليحقق أحدهما الفوز على الآخر.. ويتجاوز بهذا الفوز الهزيل خسارته الكبرى وإحراجه أمام الرأي العام.
الاتحاد الجزائري لكرة القدم استبق الجميع بالإعلان عن إقامة المباراة النهائية على ملعب مصطفى تشاكر في البليدة وهو أجهز الملاعب حاليا وتقام عليه كل المباريات الدولية لمنتخب الجزائر منذ فترة غير قصيرة.. وسبقت القرار زيارة استكشافية من روراوة وزملائه إلى ملعب الخامس من جويلية الخاضع للإصلاحات للتأكد من عدم جهوزيته لاستقبال اللقاء.. وسعيا من روراوة إلى الاستقواء بالأندية التابعة للواء الاتحاد حرص بذكاء على استقبال أبوبكر إخلف وجمال عماني رئيسي ناديي مولودية بجاية وأمل الأربعاء في مقر الاتحاد.. وأحسن استقبالهما وتهنئتهما وأقنع رئيس بجاية على التنازل عن طلبه بنقل المباراة النهائية للكأس من البليدة وقبول قرار الاتحاد.
ولكن رد الوزير جاء سريعا في لقائه مع منتدى المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين مؤكدا على أمرين ناسفا بهما قرار روراوة واتحاده.. وهما أن رئاسة الجمهورية هي صاحبة القرار النهائي والفاصل في تحديد ملعب المباراة النهائية للكأس وفقا للوائح والتقاليد.. وتستعين رئاسة الجمهورية برأي اتحاد الكرة على الصعيد الاستشاري فقط.. أما الأمر الثاني فهو الإعلان عن نهاية العمليات (المزمنة) في إصلاحات وتجهيزات ملعب الخامس من جويلية في العاصمة وهو أكبر ملاعب الجزائر.. وأن الحكومة ستتسلم الملعب تماما في الأول من ماي، أي قبل يوم واحد من المباراة النهائية للكأس، مما يتيح للجميع فرصة الاحتفال به باستضافة نهائي الكأس كأول عرس رياضي على أكبر وأعرق ملاعب البلاد.
ونحو مزيد من الاستقواء بالحكومة التي يتبعها نجح تهمي في إقناع رئيس الحكومة عبد المالك سلال بإصدار قرار بإرسال مجموعة من مستشاريه إلى ملعب الخامس من جويلية للقاء إدارة الشركة الصينية المسؤولة عن التجهيزات والإصلاحات لاستطلاع الرأي الرسمي للشركة قبل إصدار قراره الفاصل.. وازداد الاستقواء الحكومي باستعراض رسمي للقوى عبر الزيارة التي قام بها تهمي بصحبة عبد المجيد تبون وزير السكن والعمران واللواء عبد الغني هامل إلى ملعب الخامس من جويلية ولقائهم مع المسؤولين على أرض الواقع تحت مظلة تغطية صحفية وإعلامية مكثفة.. وتبعها إعلان عبد المجيد تبون عن قناعته بإمكانية إقامة النهائي في العاصمة على ملعب الخامس من جويلية، بل أضاف أن استلام الملعب سيكون قبل خمسة أيام من حلول شهر ماي.. وستكون تلك الفترة كافية لإخلاء الملعب ومحيطه من كل أعمال البناء والإصلاحات التي دامت طويلا.
السؤال الملحّ: إلى أين تنتهي المعركة؟ وأين ستقام المباراة؟
الجمهور الجزائري، سواء الرياضي أم غير الرياضي، يترقب بلهفة نتيجة المعركة المحلية المؤسفة التي لن يخرج منها أي طرف فائزا.. وستحل الخسائر بالكرة الجزائرية وبكل الأطراف بينما ينظر حياتو وأعوانه إلى المشهد ضاحكين شاكرين للجزائريين انشغالهم بهذه المعركة عن معركتهم الكبرى لاستعادة العدالة الضائعة فى الاتحاد الإفريقى لكرة القدم.
المحصلة والشاهد: وفي النهاية، أرى شخصيا أن التدخلات الحكومية في ذلك الشأن الرياضي البحت لا تفيد أحدا ولكنها تضر بالجميع.. ومن يدريك فقد يتفاقم الأمر ليطل الفيفا (بعد الكاف) بوجهه القبيح على الكرة الجزائرية بتدخل آخر.
أقولها بوضوح للسادة الأفاضل سلال وتبون وتهمي وهامل.. عودوا إلى الحق.. واتركوا العيش لخبازه.
راودني هذا المثل الشعبي القديم عند متابعتي الأزمة الجارية في الشارع الرياضي الجزائري، هذه الأيام، حول تحديد ملعب المباراة النهائية لكأس الجزائر لكرة القدم المقرر إقامتها في الثاني من ماي المقبل بين فريقي مولودية بجاية وأمل الأربعاء.. والتي تحولت إلى معركة خفية بين وزير الرياضة، محمد تهمي، تناصره اللجنة الأولمبية الجزائرية التابعة لسلطته وبين محمد روراوة، رئيس اتحاد الكرة.. وكلاهما يحاول أن ينفض عنه تهمة الفشل في استضافة الجزائر نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2017 التي أسند الاتحاد الإفريقي تنظيمها إلى دولة الغابون.. رغم أن الطرفين ليسا مسؤولين مطلقا عن الفشل ولا يتحمل كلاهما وزرها. والجميع يدرك حجم المؤامرات التي حيكت قبل اتخاذ القرار.. ولكن كليهما أحس بضعفه في مواجهة عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي في المواجهة الكبرى فاتجها معا إلى مواجهة صغرى محلية ليحقق أحدهما الفوز على الآخر.. ويتجاوز بهذا الفوز الهزيل خسارته الكبرى وإحراجه أمام الرأي العام.
الاتحاد الجزائري لكرة القدم استبق الجميع بالإعلان عن إقامة المباراة النهائية على ملعب مصطفى تشاكر في البليدة وهو أجهز الملاعب حاليا وتقام عليه كل المباريات الدولية لمنتخب الجزائر منذ فترة غير قصيرة.. وسبقت القرار زيارة استكشافية من روراوة وزملائه إلى ملعب الخامس من جويلية الخاضع للإصلاحات للتأكد من عدم جهوزيته لاستقبال اللقاء.. وسعيا من روراوة إلى الاستقواء بالأندية التابعة للواء الاتحاد حرص بذكاء على استقبال أبوبكر إخلف وجمال عماني رئيسي ناديي مولودية بجاية وأمل الأربعاء في مقر الاتحاد.. وأحسن استقبالهما وتهنئتهما وأقنع رئيس بجاية على التنازل عن طلبه بنقل المباراة النهائية للكأس من البليدة وقبول قرار الاتحاد.
ولكن رد الوزير جاء سريعا في لقائه مع منتدى المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين مؤكدا على أمرين ناسفا بهما قرار روراوة واتحاده.. وهما أن رئاسة الجمهورية هي صاحبة القرار النهائي والفاصل في تحديد ملعب المباراة النهائية للكأس وفقا للوائح والتقاليد.. وتستعين رئاسة الجمهورية برأي اتحاد الكرة على الصعيد الاستشاري فقط.. أما الأمر الثاني فهو الإعلان عن نهاية العمليات (المزمنة) في إصلاحات وتجهيزات ملعب الخامس من جويلية في العاصمة وهو أكبر ملاعب الجزائر.. وأن الحكومة ستتسلم الملعب تماما في الأول من ماي، أي قبل يوم واحد من المباراة النهائية للكأس، مما يتيح للجميع فرصة الاحتفال به باستضافة نهائي الكأس كأول عرس رياضي على أكبر وأعرق ملاعب البلاد.
ونحو مزيد من الاستقواء بالحكومة التي يتبعها نجح تهمي في إقناع رئيس الحكومة عبد المالك سلال بإصدار قرار بإرسال مجموعة من مستشاريه إلى ملعب الخامس من جويلية للقاء إدارة الشركة الصينية المسؤولة عن التجهيزات والإصلاحات لاستطلاع الرأي الرسمي للشركة قبل إصدار قراره الفاصل.. وازداد الاستقواء الحكومي باستعراض رسمي للقوى عبر الزيارة التي قام بها تهمي بصحبة عبد المجيد تبون وزير السكن والعمران واللواء عبد الغني هامل إلى ملعب الخامس من جويلية ولقائهم مع المسؤولين على أرض الواقع تحت مظلة تغطية صحفية وإعلامية مكثفة.. وتبعها إعلان عبد المجيد تبون عن قناعته بإمكانية إقامة النهائي في العاصمة على ملعب الخامس من جويلية، بل أضاف أن استلام الملعب سيكون قبل خمسة أيام من حلول شهر ماي.. وستكون تلك الفترة كافية لإخلاء الملعب ومحيطه من كل أعمال البناء والإصلاحات التي دامت طويلا.
السؤال الملحّ: إلى أين تنتهي المعركة؟ وأين ستقام المباراة؟
الجمهور الجزائري، سواء الرياضي أم غير الرياضي، يترقب بلهفة نتيجة المعركة المحلية المؤسفة التي لن يخرج منها أي طرف فائزا.. وستحل الخسائر بالكرة الجزائرية وبكل الأطراف بينما ينظر حياتو وأعوانه إلى المشهد ضاحكين شاكرين للجزائريين انشغالهم بهذه المعركة عن معركتهم الكبرى لاستعادة العدالة الضائعة فى الاتحاد الإفريقى لكرة القدم.
المحصلة والشاهد: وفي النهاية، أرى شخصيا أن التدخلات الحكومية في ذلك الشأن الرياضي البحت لا تفيد أحدا ولكنها تضر بالجميع.. ومن يدريك فقد يتفاقم الأمر ليطل الفيفا (بعد الكاف) بوجهه القبيح على الكرة الجزائرية بتدخل آخر.
أقولها بوضوح للسادة الأفاضل سلال وتبون وتهمي وهامل.. عودوا إلى الحق.. واتركوا العيش لخبازه.
0 comments
إرسال تعليق