الأربعاء، 23 يوليو 2014

النوادي الرياضية تقضي على "الحشمة" باسم الرياضة: جزائريات يرقصن في أحضان الرجال!

 

باسم الرياضة: جزائريات يرقصن في أحضان الرجال!


لطالما ارتبط الرقص في المجتمعات الشرقية بشبهة الإغراء وارتبط تشبيه "الشطيح والرديح" بكل ما هو مسخرة، ولهو ومضيعة للوقت. هز الأرداف والبطون، تحريك الجسم يمنة ويسرة، يفتح الكثير من الأبواب المريبة التي لا تلقى استحسان الناس، وتترك انطباعا سيئا في نفوسهم، فما بالكم بالرقص المختلط الذي تتشابك فيه أيادي الجنسين وتتراقص فيه الخطوات، وتركز فيه النظرات على وقع موسيقى تهتز لها الأبدان، كل هذه "الكليشيهات" حقيقة هربتها "الشروق العربي" من بعض النوادي الرياضية العاصمية التي ترفع شعار "الرقص رياضة".
تعرف المراكز الرياضية الخاصة بالعاصمة، اهتماما كبيرا بأنواع كثيرة من الرقص على غرار "الشرقي"، "الغربي" و"اللاتيني"، وهناك من يمارسها من باب أنها رياضة، ومنهم من يمارسها كفن يجب أن يجيده ويحفظ تقنياته عن ظهر قلب. تقدم إلى جانب التمارين الرياضية دروس الرقص بكل أنواعه لكل الأعمار ولكلا الجنسين، "الشروق العربي" قصدت الكثير من النوادي الرياضية، الرقص فيها يقدم على أساس أنه رياضة تسهم في خفض الكثير من الكيلوغرامات في بضعة أشهر، أو يقدم على أنه فن له خصوصياته وأصوله لمن يرغب في تعلمها عن حب. وهناك من يرى فيه تغيرا إيجابيا وكسرا للروتين اليومي للحياة.
تعددت الأسباب والرقص واحد!
تقول حورية: "في الفترة الأخيرة زاد وزني، رغم أني أمارس الرياضة بشكل فردي من حين لآخر، ولكن لا نتيجة تذكر، أخسر فقط بعض الغرامات... في حين زميلتي بالعمل تعاني نفس المشكل، نقص وزنها بشكل لافت مما دفعني إلى السير على خطاها، والتسجيل في نادي رقص "الزومبا"، في سبيل أن أخسر بعض الكيلوغرامات"، أما حنان التي تبدو بحال جيدة، وبجسم جميل أخبرتنا أنها تقصد النادي وتمارس الرقص فقط لأجل المحافظة على حيويتها ولأجل أن ترفه عن نفسها، وتكسر روتين العمل قائلة: "أنا موظفة بشركة خاصة، وعملي مجهد جدا، وأحاول من خلال الرقص أن أغير من نمط حياتي، التي كانت قبل الإلتحاق بالنادي روتينية، وتسير بصفة آلية".
سميرة التي تكلمت معنا بكثير من الحماسة وهي تسألنا: "بالله عليكم، ألم تتحمسوا للأجواء هنا وتشاركونا الرقص؟!"، مواصلة :"أنا جئت إلى هنا بالصدفة وأعجبتني كثيرا هذه الأجواء التي بعثت في نفسي الكثير من الفرح، الساعات هنا تنقضي بسرعة ونحن ننتظر الموعد القادم بفارغ الصبر".
بدورها السيدة "رزيقة" التي تجاوز عقدها الرابع، تحدثت إلينا عن دواعي اختيارها للرقص الشرقي: "أنا أمارس الرقص الشرقي منذ 4 أشهر والنتيجة إيجابية وفعالة، أحس أني ولدت من جديد مع كل جوّ المرح بالقاعة".
"نعيمة" حاولت إقناعنا بشتى الطرق أن الرقص يفقد الكثيرمن الكيلوغرامات، أكثر من غيره من النشاطات الرياضية فقالت: "حين كنت أمارس "الأيروبيك"، كنت أقوم بالكثير من التمارين على مدار الأسبوع لأخسر في الأخير كيلوغراما أو اثنين،  لكن الرقص لا يعتمد على تمارين خاصة بكل جزء من الجسم، إنه الرياضة التي تمكنك من تحريك كل جسمك"، لتتدخل غنية التي فصلت في الموضوع بقولها: "كنت في الماضي أعاني من السمنة المفرطة، ووصل الأمر بالأطباء إلى حد الجزم بأن المشاكل الصحية التي أعاني منها ناتجة عن الوزن الزائد، وقد جربت الكثير من الطرق، لكن نتيجتها كانت ضعيفة مقارنة بالرقص الذي أعاد لي صحتي وجسمي الرشيق".
نساء يرقصن بين أحضان الرجال بداعي الرياضة!
"لمن تقرأ زبورك يا داوود" جالت كثيرا هذه العبارة بخاطري ونحن نتساءل عن الإختلاط في قاعة الرقص اللاتيني "الصالصا"، ولكن كل من واجهته بأسئلتي واجهني بالغرابة واللامبالاة حتى خلت نفسي أني بإحدى قاعات الرياضة الأوروبية بعيدا عن الجزائر، وأصبحت بذلك أنا المشبوهة، لأني أثير موضوعا لا يجده رواد قاعة "الصالصا" و"الزومبا" من النساء أو الرجال بالغريب، ولكم أن تتخيلوا بنات حواء وأبناء آدم يهتزون ويتمايلون على وقع موسيقى صاخبة، ويتراقصون بحركات متناسقة.  
تقول رشا: "أنا مطلعة كثيرا على ثقافة الآخرين، وأحب تعلم بعض التفاصيل التي تشعرني بأني متميزة، وقد وجدت في هذا النادي الذي يسمح بتعلم "الصالصا" كثيرا من المتعة والمرح". وعن الإختلاط تجيب: "في البداية أحسست ببعض الغرابة، لكن بمجرد تعارفنا أصبحنا نشكل فريقا، وأصبحنا مع مرور الوقت أصدقاء ولا أجد في ذلك أي مشكل، أصلا رقصة "الصالصا" تحتاج إلى رفيق أي يجب أن نكون ثنائيا، وهذا لا يزعجني لطالما أني أقوم بشيء يعجبني".
سماح ذهبت في دهشتها من سؤالنا عن الإختلاط بعيدا، بقولها: "الإختلاط موجود في حياتنا اليومية، نحن نعمل مع بعض، ونستقل وسائل نقل واحدة، ونأكل في أماكن واحدة، أين المشكل إن قمنا بالرياضة معا؟ والرقص هو بنظري نوع من الرياضة، و"الزومبا" أصبحت مهمة كثيرة في حياتي، ووجود الجنس الخشن معنا لا يزعجني ولا أراه مشكلا أبدا". بدورها نسرين طالبة بالمعهد العالي للموسيقى، دافعت عن اختيارها، قائلة: "أحب الرقص منذ نعومة أظافري، كنت دائما أشعر برغبة ملحة في تعلم تقنياته والإلمام بتفاصيله، ومن خلال هذا النادي أمارس كل أنواع الرقص "الشرقي"، "الزومبا" و"الصلصا"، وعن الإختلاط المفروض في رقصات "الصالصا" و"الزومبا"، ونظرة المجتمع للرقص باعتباره فقط هز للأرداف وتحريك مبتذل للجسم بحركات مشينة، ترد نسرين: "لا أجد مشكلا في تعلم أبجديات الرقص مع الرجال، للأسف المجتمع الجزائري يكتفي فقط بإصدار أحكام جاهزة، لكن الرقص هو فن قائم بذاته، بما فيه من تقنيات وجمالية.. ما يهمني أن والداي وعائلتي يوافقون على ما أقوم به".
إن لم تستح فاصنع ما شئت!
تؤكد مديرة إحدى القاعات الرياضية التي تتيح تعلم الرقص بأنواعه أن  القاعة فتحت أبوابها منذ 03 سنوات وكانت تقدم "الأيروبيك" فقط، و تضيف:" ونظرا لطلبات الزبائن على إدخال الرقص ضمن فروع القاعة، خاصة وأنه أثبت فعاليته في إنقاص الوزن، ناهيك عن كثرة الطلبات والإقبال المتزايد على تعلم أبجديات الرقص الشرقي واللاتيني، قمنا بادخال الرقص ضمن الرياضات التي تقدمها القاعة".
في حين هناك من يرفض هذه الظاهرة جملة وتفصيلا وهم من التقينا بهم بعيدا عن موسيقى قاعات ونوادي الرياضة، تقول السيدة راضية التي أبدت استياءها الشديد من المستوى الذي وصل إليه المجتمع الجزائري:
 "رقص الرجال مع النساء عمل غير أخلاقي، وجو يشجع على الفتنة، وإثارة الغرائز بين الجنسين".
أما سعاد فأعربت عن أسفها، لأنها لا تستطيع أن تمارس الرياضة بسبب وجود الإختلاط في قاعات التدريب الرياضية مما أجبرها على القيام بتمارين داخل البيت، لكن كما هو معروف فإن الكثيرين لا ينجحون في المواظبة على التمارين الفردية، وسرعان ما يشعرون بالملل
الدين الإسلامي فصل في الرقص والإختلاط
لا بأس أن نتطور ونجدد في حياتنا، لكن دون أن ننسى عاداتنا وأصالتنا النابعة من ديننا، وكم هو جميل أن يحافظ الشبان والشابات على ما يضفي على شخصيتهم الورع والمروءة ومكارم الأخلاق، وفي هذا الصدد يقول إمام مسجد "الأرقم" ب"شوفالي": "الإختلاط عامة حرام فما بالك بالرقص المختلط؟.. ويجب ترك مثل هذه العادات الدخيلة على مجتمعنا الجزائري  لما لها من نتائج وخيمة على الفرد والمجتمع، والعودة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".

0 comments

إرسال تعليق